إن لدينا في اليمن برنامج للإصلاح الاقتصادي والإداري وقد حظي بدعم عدد من الدول ومنها ألمانيا الاتحادية الصديقة من خلال مؤتمر بروكسل وبلغ حجم الدعم لليمن مليار وثمانمائة مليون دولار لدعم هذا البرنامج, وهناك مساعدات ألمانية لليمن لن ننساها وثقتنا في استمرار تطور علاقات التعاون بين البلدين.
لقد اصطحبت معي وفد من الحكومة والبرلمان ومن رجال الأعمال والأحزاب وذلك ليطلعوكم على فرص الاستثمار في الجمهورية اليمنية وقانون الاستثمار في اليمن يقدم تسهيلات للمستثمرين وعندنا كثير من الشركات الأجنبية التي تعمل في مجال النفط, وأتذكر أن أول شركة للنفط في اليمن كانت من ألمانيا في عام 1958م, وإن هناك فرصاً للاستثمار وخاصة في مجال الغاز.
إن حجم الغاز المستثمر في اليمن هو 11 ترليون متر مكعب, إن بلادنا بحاجة إلى الاستثمار في مجال الغاز وإن بلدنا مستعدة للتعاون مع جمهورية ألمانيا في هذا المجال وتقديم التسهيلات اللازمة للتعاون التجاري والاقتصادي والثقافي بين البلدين إلا أن المحاولة التي استهدفت الإضرار بالعلاقات بين البلدين من خلال القيام بأعمال اختطاف تستهدف السياح الألمان, ولكن الأجهزة الأمنية تعقبت الجناه وأطلقت سراح السياح بسلام ورغم الضجيج الإعلامي إلا أننا نقدر تقديراً عالياً الصبر والتفهم من قبل الأصدقاء الألمان ومهما كان المخطط فإن العلاقات اليمنية الألمانية ستظل متينة, وسنواجه أي إعتداء يستهدف الإضرار بها بقوة وحزم.
إن الجميع محتاج للسلام وهو مطلوب للجميع ليس للعرب وحدهم ولكن لإسرائيل ولقد باركنا نحن مسيرة السلام من منطلق الأرض مقابل السلام وكنا نتطلع إلى تحقيق سلام شامل وعادل, ولكن جاءت حكومة نتنياهو فنسفت مسيرة السلام لتطرفها ونحن ندين التطرف ولا نقره, وبالقدر الذي تتحدث فيه بعض وسائل الإعلام عن التطرف العربي أو الإسلامي فإنها لا تتحدث عن التطرف الإسرائيلي والهدف هو تشويه صورة الإسلام, إن ما يواجهه الشعب العربي الفلسطيني من حصار جائر وأعمال قمع إسرائيلي هو التطرف بعينه ويجب أن يدان التطرف بكل أشكاله, وصورة الإسلام هو دين الحق والعدالة والتسامح لمن يفهم الإسلام, وليس هو التطرف والتعصب الأعمى, والتطرف والعنف موجودان في كل الدول سواءً المتقدمة أو النامية, وعلينا جميعاً أن نحارب التطرف أينما كان, إننا نتمنى أن تلعب المجموعة الأوروبية دوراً لدعم أمريكا في مساعيها من أجل السلام باعتبارها راعية النظام الدولي الجديد والتعاون الاقتصادي يعكس نفسه على التعاون السياسي مؤكدين دعم بلادنا أن تكون ألمانيا عضواً دائماً في مجلس الأمن من أجل التوازن ولما تملكه ألمانيا من موقع جغرافي وقوة اقتصادية وأكرر الشكر لألمانيا على ما تقدمه من مساعدات لبلادنا, ونحن ندعو الألمان لزيارة بلادنا كسياح ومستثمرين وسيلقون كل الترحيب والرعاية والاهتمام.