برعاية رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني انعقدت بمدينة زبيد التاريخية الخميس الماضي ندوة علمية عن دور المجتمعات المحلية في الحفاظ على المدن التاريخية نظمتها مؤسسة اليمن للثقافة والتراث بالتنسيق مع محافظة الحديدة ومكتب الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية.
وقد ناقش المشاركون في الندوة من الخبراء والمتخصصين والمهتمين ومسؤولي الجهات المعنية 9 أوراق عمل تمحورت جميعها حول مدينة زبيد التميز والتاريخ ووضعها الراهن ودور المجتمع المحلي في حمايتها هدفت جميعها إلى إعطاء دفعة جديدة لجهود الحفاظ على المدينة والتنبيه بوضعها الحرج حاليا في قائمة التراث المهدد بالخطر لمنظمة اليونسكو والتذكير بما قد يترتب على ذلك في المستقبل من عدم إمكانية إدراج مدن ومواقع يمنية أخرى متميزة في خريطة التراث العالمي الذي دخلته زبيد عام 1993م بعد جهود مضنية إلى جانب مدينة صنعاء القديمة وشبام حضرموت.
الندوة التي حضر جلستها الختامية رئيس مجلس الشورى ونائب رئيس مجلس النواب ووزيرا الثقافة والمياه والبيئة ومحافظ الحديدة وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ورئيس الهيئة العامة لحماية المدن التاريخية خلصت إلى جملة من التوصيات الهادفة إلى تسريع عملية إنقاذ المدينة وصونها وتنفيذ المشاريع المعتمدة لذلك واستكمال تنفيذ ما تضمنه قرار مجلس الوزراء رقم 437 لعام 2007م في هذا الصدد ومنها سرعة إصدار قانون الحفاظ على المدن التاريخية وإزالة المخالفات من الساحات العامة والحق والحمى العام في زبيد خلال فترة محددة ودعم مادة الياجور ومواد البناء التقليدية وتبني تنفيذ مشروع طارئ وعاجل لترميم وإنقاذ المعالم الأثرية وإعادة تأهيل المداخل الرئيسية للمدينة بما يجسد أصالة وقيمة وطابع وشكل موروثها المعماري والتزام الجهات المعنية بتنفيذ ما عليها من التزامات محددة في قرار رئيس مجلس الوزراء بشأن المعالجات اللازمة للحفاظ على المدينة والإجراءات المطلوبة من الجهات المعنية ودعم وتشجيع وإحياء الحرف والصناعات التقليدية وتفويض المجلس المحلي للمديرية بمتابعة إدخال الخدمات الأساسية إلى مدينة زبيد الجديدة ودعم القدرات المؤسسية لمكتب هيئة الحماية والحفاظ في المدينة.
مدينة استثنائية وذروة اهتمام الدولة :
> رئيس مجلس الشورى الذي رعى الندوة وقام عقب وصوله مدينة زبيد بزيارة شملت الجامع الكبير ومكتبتها العامة وبواباتها التاريخية ومركزها الحرفي ومواقع تنفيذ مشروعات الرصف التي يجري تنفيذها ووصف زبيد في كلمته خلال الجلسة الختامية للندوة بأنها مدينة استثنائية علمية وفريدة في مضمونها وهندستها المعمارية وأدوارها البارزة في إثراء سجل الإنسانية.
وأضاف قائلاً: كانت زبيد وستظل من حواضر اليمنية العظيمة ومستودع الخير التي تفخر بأن جامعتها العلمية الاشاعر ثالث أقدم مسجد في اليمن وخامس أقدم مسجد في العالم.
وأشار إلى أن زبيد تميزت عن سائر مدن العلم الأخرى بما استحدثته وهيأته من إمكانيات لخدمة العلماء وطلاب العلم والذي حفز المئات من طلاب العلم والباحثين للقدوم إليها وخلق منها بيئة علمية مزدهرة ألفت ذخائر المصنفات في شتى مجالات العلم والمعرفة الإنسانية.
ولفت رئيس مجلس الشورى إلى أن اهتمام الدولة بمدينة زبيد وصل ذروته في الوقت الراهن حيث تم رصد نحو 15 مليون دولار لإنفاذ مشروع تنمية المدن التاريخية في زبيد والذي يقوم بتنفيذه الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة بدعم من المانحين.
ودعا واجهة المجتمع في زبيد من علماء واعيان ومسؤلين محليين ومثقفين إلى الوعي والتوعية بالأهمية الاستثنائية للمدينة والمساعدة في إنجاح خطط الدولة لتأهيل المدينة واستعادة ملامحها والإيفاء باستحقاقات ومتطلبات ومعايير إبقائها مدينة للتراث العالمي.
وقال: لم يعد من الممكن استمرار المخالفات والترميم العشوائي أو استحداث مبان عامة جديدة في الساحات العامة وحمى المدينة في ظل وجود خيارات وبدائل ومعالجات تكفل مصالح السكان وتحقق أهداف الحفاظ على المدينة.
وأشار رئيس مجلس الشورى إلى أن زبيد وصنعاء القديمة وشبام حضرموت ستكون محل عناية مجلس الشورى في الفترة المقبلة لاستعراض ومناقشة واقعها.